وفقًا لتقرير الأمم المتحدة للمرأة في ٢٠١٨ ، تشكل النساء أكثر من ٨٠٪ من العاملين في القطاع الغير منظم في السودان. تشكل النساء في القطاع غير المنظم في السودان شريحة كبيرة جدًا من المجتمع ، وتعتبر مهمشة ، بسبب عدم إمكانية وصولهن إلى الخدمات الاجتماعية ، في المقام الأول ، ومن بين العوامل الأخرى المرتبطة بطبيعة نشاطهن ، وكذلك العوامل المتعلقة بهوياتهن ، مثل الجندر والعرق.
مع إعلان الحكومة السودانية الأخير عن بدء حظر التجوال على مدار ٢٤ ساعة ، أجرت منظمة آمنة مقابلة مع أحد الأفراد الرائدات العاملات في الحفاظ على حقوق النساء وحمايتهن في القطاع غير المنظم. تزودنا في هذه المقابلة بمراجعة شاملة لوضعهم العام ، وتجربتها الشخصية مع الجمعيات المجتمعية التي تمثل العمال غير النظاميين ، و تتحدث عن وضع كوفيد-١٩ فيما يتعلق بالعاملات غير الرسميات ، سواء كن بائعات شاي ، أو بائعات أطعمة ، أو أصحاب الأعمال غير المنظمة
مقدمة: الاسم ، العمر ، العنوان ، الوظيفة ، الوضع الاجتماعي ، طبيعة العمل
“اسمي يسرية محمد زكريا عبدالله، عمري ٣٢ سنة، ساكنة ولاية الخرطوم محلية جبل أولياء منطقة مايو، متزوجة، أنا رئيسة جمعية دلو للمرأة (جمعية من جمعيات الاتحاد التعاوني لبائعات الأطعمة و الشاي) و شغالة طباخة للمناسبات.”
أخبرينا المزيد عن الاتحاد التعاوني لبائعات الأطعمة و الشاي, و أيضا عن العمل الذي تقومين به في جمعية دلو للمرأة؟
“الاتحاد التعاوني تأسس من فترة طويلة جدا، لكن تفعيل الجمعيات في الاتحاد قامت في ٢٠١٣، اتكونت ١٣ جمعية في الاتحاد، والجمعيات الموجودة في الاتحاد التعاوني ٢٦ جمعية، جمعية دلو واحدة من الجمعيات الوليدة بالاتحاد، اسسوها لينا ناس المعونة الأمريكية, في مركز مايو لتنمية المرأة عندنا مقر ثابت اسمه “دوم”، و المقر ده عبارة عن مبنى صديق للبيئة، شاركوا في البناء جامعة الخرطوم و مهندسين من دارفور و النساء الفي مايو زاتهم شاركوا في البناء، كانو شغالين عمالة بيرفعو الاسمنت و الشوالات و يلخبطو المونة.
اما جمعية دلو انا بقيت رئيستها في ٢٠١٤، حاليا الجمعية فيها مشغل, فيها طاحونة، فيها أفران، لكن بينقصنا الدعم المالي. نحنا عشان نشغل الحاجات دي، واجهتنا عدة من الصعاب و التحديات، أول حاجة مع ناس سكان المنطقة و جهات الاختصاص. الجمعية حاليا شغالين فيها برنامج تدريب، بندرب النساء في الخياطة و التطريز و صناعة المعجنات و المخبوزات و المصنوعات اليدوية زي الفازات و المطابق و الأحذية النسائية و المراكيب و الشنط و اكسسوارات الخرز، الجمعية ما شغالة في مايو بس، بنشتغل دورات تدريبية في عدة مناطق في أمدرمان و الخرطوم من ضمنها الكلاكلة و السلمة و أبو أدم، بصفتي رئيسة بشتغل في التخطيط و التنظيم للبرامج دي و بشرف على الاعلان عنها مع الامين الاعلامي، دايما بننشر ملصقات و بنتواصل مع جهات تانية زي لجان المقاومة في الأحياء و بنوريهم هدفنا شنو، و حنفيدكم كيف و انتو بتحتاجو شنو نقدمو ليكم. دايما بكون حاضرة يومي لأنو انا غير اني الرئيسة أنا برضو مدربة بدرب في المصنوعات اليدوية.”
كيف تعتقدين أن الاتحاد سهل من وضع العاملات في القطاع الغير منظم؟
“أول حاجة زمان احنا كنا بنشتغل يا في الشاي يا في الأكل, معروف بنعمل واحدة من الحاجتين ديل بس، الاتحاد التعاوني ساهم في انو احنا نكسر التنميط و بناتنا الصغار اتعلمو النجارة و الحدادة, دي حاجات حبوباتنا زمان ما بيعملوها، واحدة من أول الحاجات العملها الاتحاد بالمساهمة مع منظمة صيحة.
جمعية دلو كونها في مايو وهي منطقة كثافتها عالية جدا و فيها ناس نازحين من مناطق الحروب، و حتى الناس البتضيق بيهم سبل المعيشة بيسكنو مايو، لأنو في مايو البيت الواحد ممكن يسكنو فيهو ٦ أسر. احنا حاولنا انو الناس الفي المنطقة دي نجمعهم في جته واحدة عشان نقدر نوفر ليهم حاجة عن طريق الاتحاد و عن طريق الجمعيات.
جزو كبير اسي الواحدة بتشتغل شاي بالصباح و بترجع البيت المسا تشتغل مطابق، حتى بيعلمو أولادهم شغل المطابق لانو شغل ساهل، حتى المتشردين بنجيبهم من السوق بنوري الواحد يستحمى كويس و بنديهو ياكل، لقو الواحد داير متين يصبح عشان مكان ما هو نايم متين تجيهو واحدة من عاملاتنا من جمعية دلو تجيهو عشان توديهو البيت و تجيبو البيت و تأكلو و تشربو حاجة كويسة و يشتغل يدوهو قروش.
جمعيتنا شغالين فيها شاي و أطعمة و بنشتغل تدريب، احنا أصلا كنا شغالين شاي و أكل لمن أسسو لينا الجمعية دي قلنا نعمل تغيير، بقينا الناس الشغالة في الشاي بتشتغلو، الناس الما عندها شغل خالص و بيعانو من شدة الفقر بندرجهم في برنامج بتاع تدريب، أو الناس الشغالين الواحدة لو تعبت و اتقاعدت من العمل بتعلمها و نخليها تشتغل حاجات ساهلة بالنسبة ليها.
في مقرنا عندنا مشغل بنشتغل فيهو ديكور و تصميم و خياطة, و عندنا أفران زمان لمن كان الدقيق رخيص و الأزمة دي حصلت، كنا بنشتغل صف للنسوان و أي مرة بتجينا بنديها عيش يكفي ليها أولادها، لكن اسي لمن الدقيق غلى و ما لقينا حتة توفر لينا دقيق مدعوم و قفنا الشغل، احنا العيد لمن يجي ما عندنا واحدة من الجمعية او الناس البيجو للجمعية بيخبزو خبيز العيد في فرن جمعيتنا.
بالنسبة لي رمضان، احنا اصلا عندنا اشتراكات شهرية، الحاجة دي عند كل الجمعيات، الاشتراكات دي بنشوفها في السنة عملت كم، و بعد المراجعة القانونية بنشوف احنا محتاجين شنو، عندنا مرات بتكون واحدة مريضة بنقوم بنديها مبلغ العلاج، أي واحدة بيحصل ليها ظرف مثلا وضوع بنشوف حنساعدها بي كم, واحدة حصل ليها ظروف وفاة حنساعدها بي كم، الواحدة البتحصل ليها ظروف سفر لي حاجة مهمة حنساعدها بي كم، لو حصل ليها هي زاتها في روحها ظرف منعتها تشتغل بنقوم نطلع ليها مبلغ يعيشها الفترة دي.
اما بالنسبة للمواد التموينية، مرات بتجي حاجات مدعومة من مانحين, الحاجات دي بتتقسم بالتساوي على حسب الجمعيات و عضويتها أي جمعية بتاخد نصيب. احنا بنجي نعمل واحد من اتنين، بنشوف الزولة المحتاجة شديد أول حاجة بنخت الأيتام، لأنو الأرامل معناها هم السند و أي حاجة في بيتهم و احنا بنقيف مع الشريحة دي، بنجي ببعديها بنشوف الناس الظروفهم صعبة و بنقسم على قدرهم، بنجي بعد داك الباقي بنعممو لي كل الناس الموجودين معانا في الجمعية على حسب الحوجة، و مرات بتجي حاجات بعدد الناس كلهم و بندي المساكين الموجودين في الحلة
في عهد النظام البائد مع الكشات العاملات في القطاع الغير منظم فكرو يعملو أجسام و جمعيات صغيرة عشان تحميهم في المناطق الهم فيها, لأنو اذا في كافتيرا واحدة بيقومو ٣ أو ٤ يشتغلو، لمن يكون في كشة في حته بيقومو جري و اي واحدة بتكلم التانية عشان يحمو روحه.
بالنسبة لموضوع التأمين الصحي احنا مسجلين مع ناس الاتحاد التعاوني لبائعات الشاي و الأطعمة، لمن جات الفكرة دي أنا كنتا من الناس المشرفين على موضوع التأمين الصحي و معاي عدد من الناس، مشينا لوزيرة الرعاية الأجتماعية و قعدنا معاهم في اجتماع قالو التأمين الصحي كان مهمش لقطاعنا، و حاجات كتيرة ما كان بتوصل لينا، قمنا حظينا بفرصة انو في التأمين الصحي المرأة تكفل زوجها و أبنائها، فبتسجلي انتي كرب الأسرة -العاملة في القطاع الغير المنظم- و بيسجلو معاك أبناءك و زوجك و أبوك و أمك، و سبحان الله الموضوع لقى قبول، احنا كان عندنا نساء محرومات الحاجة دي، اسي الليلة الواحد كان حصل ليهو أي ظرف هي ولا طفلها ولا زوجها و لا أبوها ولا أمها، بتقدر تخش المستشفى و عندها تأمين صحي. التأمين مدعوم من الحكومة و جايبنو تحت اسم الاتحاد التعاوني.”
هل تعتقدين أن الاتحاد لديه قدرة وصول جيدة؟ مثلا، عدد النساء في الاتحاد ومن أي عدد من القطاعات داخل القطاع غير منظم هن ، وكيف يمكنهن الإنضمام ، وكيف يتم التأكد من أن الأعضاء من مواقع جغرافية مختلفة؟
“الاتحاد بيضم أي منطقة في الخرطوم و أي حي عندو جمعية، قبل سنتين كان عدد عضوية بائعات الأطعمة و المشروبات ٢٦ ألف، ده في الخرطوم غير الولايات, حاليا احنا منسقين و بدينا ننزل الولايات عشان نكون أجسام بتاعت جمعيات.
الجمعيات بتتقسم على مستوى ولاية الخرطوم على حسب المحليات السبعة، في أي محلية في أكتر من ١٠ أو ١٥ جمعية، بيكونو الجمعية الأم، مثلا في أمدرمان في جمعية اسمها التعاضد و المساعدة الذاتية، و في منظمات محلية و عالمية ساعدت انو يكون في مقرات ثابتة لي بائعات الأطعمة و الشاي، يلا ده أساس الجمعية الأم البيبدا يتفرع منو جمعيات تانية و بينضمو للاتحاد، بتمشي أمدرمان و الحاج يوسف و السوق الشعبي بتلقي مقر ثابت، و جمعيتنا دي برضو مقرها ثابت، الجمعيات دي أسسوها ناس و لمن المنظمات الانسانية سمعت انهم بقو بيكونو اجسام عشان يحمو نفسهم اتدخلو انو يأسسو للناس ديل مقرات ثابتة. فكرة الاتحاد اصلا بدت من بائعات الشاي و الأطعمة و المقرات دي اتعملت ليهم عشان تساعدهم.
العضوية بتحصل بطريقتين، في ناس بيسمعو انو في جسم بيحمي نفسو و بيجو براهم يفتشو يقولو يا جماعة انا شغالة شاي في الحتة الفلانية على حسب مكانهم و موقعهم الجغرافي، بيقومو بيشيلو تلفونها و رقمهم لوطني و يشوفوها وين يسجلو ليها زيارة، و بتجي اشتراكات شهرية لمن تكوني عضوة في الاتحاد بتدفعي رسوم الاشتراك و بتتابعي معاهم في الاجتماعات. الاتحاد بالمناسبة فيهو حاجات كتيرة جدا كويسة لي ناس القطاع الغير منظم، سهل وضع المرأة بالتحديد في موقع الهامش.
الطريقة التانية، في ناس احنا بنشوفهم في المناطق القريبة من الجمعية، بنمشي ليهم بنقول ليهم احنا في الاتحاد التعاوني و احنا جمعية دلو، و بنقول ليها انتي لو بقيتي عضو في الجمعية دي حنوفر ليك الحماية، و بنوريها كل الحاجات الاحنا بنقدمها ليها، و دايما الواحدة بتوافق لأنو اصلا بتكون عانت ما فيه الكفاية، بتجي تنضما و بنوريها اشتراطات العضوية و مافي مشكلة.
انحنا قبل السقوط في العهد البائد و انا من ضمن الناس دي، كنا بنستقوى بالقبايل بيكون عندنا عمدة، العمدة بتقومي بتطلعي الرقم الوطني لو الواحدة ما عندها أب ولا أخ ولا عم، انتي بتقومي بي اسم القبيلة بتطلعي للزولة دي, ده في النظام السابق، اسي بعد الحصل احنا سعينا و قعدنا مع وزارة الرعاية الاجتماعية و قلنا انو احنا عندنا ناس ما عندهم اثبات هوية، اسي حاليا حاصرين عددهم انو يوم من الأيام حيبجيبو لينا ناس الرقم الوطني في الاتحاد التعاوني اللي هو مقرو في السوق الشعبي، حيستخرجو للناس ديل اثبات شخصية لأنو في الوقت الحالي مهم جدا انو يكون عندهم.”
هل يمكنك وصف كيف أثر الوضع الاقتصادي المتدهور على عمل ودخل العاملات في القطاع الغير منظم؟
قبل الكورونا، الدقيق ده كان بيزيد في كل الأحوال، اذا الحاجة زادت او نقصت هو بيزيد، اهما حاجة دايما احنا عندنا في الاتحاد الواحدة تشتغل الحاجة بجودة، شعارنا الجودة، انتي لمن تنتجي حاجتك او تعملي لي زول كباية شاي او عصيدة بالبلدي، او الوجبة الانتي بتقدميها للزبون بتكون متقنة و مجوداها تماما اذا قلتي ليهو الحاجات سعرها زاد انا زدتا الطلب الليلة بي ٥٠ ولا ٦٠ حيقول ليك جدا، اذا كباية الشاي دي كانت مثلا بي ٥ و انتي زدتيها ٧ او ١٠ الزبون بيقبل، ليه لانو بيكون متأكد تمام انو الحاجة دي فعلا اسعارها زايدة، و انتي الحاجة البتميزك من غيرك انك انتي متقنة الحاجة دي, ده شعار الاتحاد اهما شي الزول يتقن عملو و يجودو، الحاجة دي ما بتأثر لانو الزبون حيجيك و فعلا الحاجات زادت لكن احنا بنزيد حاجة معقولة، اذا الواحد ما عندو لازم بالعندو اديه.”
كونك منخرطًا مع عاملة غير رسمية ، هل تعتقد أن لديهم وعيًا كافيًا فيما يتعلق بالفيروس كورونا ، وإذا كان الجواب نعم ، فكيف يحصلون عادةً على هذه المعلومات؟
“والله المعلومات ما كفاية لانو الحاجات البتتوزع ما هي كفاية، الاتحاد التعاوني قبل سنتين كنا ٢٥ الف، لكن حاليا مقدرين انو فات ٤٣ الف في الخرطوم. والله نسبة الوعي بقدرها انها جيدة جدا لكن ماف الإمدادات البتسمح بتطبيق الوعي ده.
الناس ديل ميدانيين، الحاجة الواضحة انا وصلتا ليك و وصلتا رسالتي للزولة المسؤولة في القطاع و قسمت ناسها لي قطاعات صغيرة، و الناس ديل جابو قواعدهم يشرحو ليهم عديل يعني شنو مرض كورونا و انو مرض خطير، و انتي مثلا زولة شغالة في الشاي او في الاكل، الحاجة دي لو جا زول سلم عليك حيحصل كده. طبعا الا تجبيها ليها بلغتها هي في بيئة عملها عشان تفهمك، لانو بيشوفو في التلفزيون ناس بيتكلمو ما فاهمين منهم، في ناس اصلا اللغة العربية ما بيعرفوها نهائي، احنا عندنا ناس على حسب رطانة الناس، يعني التوعية الا تكون مباشرة. التوعية الفعالة بتكون مباشرة، اجيك لحدي محلك و اكرر الكلام لحدي ما الواحدة تفهم كلامي الانا قلتو و تعيدو مرة تانية بلغتها عشان تنشر التوعية لانو ما كل الناس متعلمين و ما كلهم بيفهمو عربي و ما كلهم بيعرفو يقرو الحاجات المكتوبة.
عندنا مجموعة كبيرة من ناس الاتحاد التعاوني هم في لجان الاحياء و اصلا بيشتغلو العمل ده، ففي ناس عرفو وبدو يوعو الناس الحواليهم، في ناس عرفو بالتلفونات قالو عاملين برنامج عرفو منو، و في ناس عرفو من الراديو و في ناس عرفو من التلفزيون.”
هل تعتقدين أن النساء في القطاع غير المنظم كنا قادرة على تطبيق هذه المعلومات بشكل فعال وكيف ولماذا؟
“بالنسبة لي انهم يحمو روحهم هم بقو يداب، اول ما هم عرفو بقو عايزين يحمو روحهم لكن في حاجة ضاغطة عليهم اللي هي الظروف المعيشة، الواحدة لو قاعدة في بيتها مافي اكل، لانو مرض خطير انتي عشان تطلعي يومي تأكلي أولادك يوم، لكن انا لو قعدتا في البيت بالجوع اولادي ممكن يموتو.
والله بالنسبة للناس الاحنا وصلناهم قدرو يلتزمو باجراءات التعقيم في الشغل، و الدليل على كده الناس دي كلها بقت ما بتصافح، الواحدة بيقولو ليها السلام عليكم بتقول مرحب من بعيد، حتى في مساحة بينهم الزبون لمن يقعد وصفنا ليهم انو ما تخلو الزبون يكون قاعد مع اخوه مع بعض، خلو يكون في مساحة بيناتهم اقلاها تكون نص متر لانو مساحتك انتي القاعدة فيها ما المفروض يكون فيها زول، الحاجة دي طبقوها، كل ساعة بالمعقم الواحدة تلقيها عقمت يدينها، مسكت الكفتيرا بتعقم، مسكت الكوز من الحفاظ شرب بيهو زبون بتعقم، يعني التعقيم ده ماشي معاهم مشي كويس قدرو يحافظو على الحاجة دي.
لكن في النهاية عدد العندهم معقمات شوية، لانو في البداية احنا كان بيجونا عدد من الناس، مجموعة من الشركات كانو بيسؤلونا العبوات دي جبناها من وين، كنا بنقول ليهم احنا والله جابوها لينا ناس حجار و كانو الفين، يعني احنا عملنا البرنامج بي الفين معقم بس الصغير ده، الحاجات جابوها صابون و كمامات لكن العدد برضو بسيط ما بيكفي الناس ديل كلهم، يعني بيغطي جزو من الناس لكن ما بالمستوى المطلوب.”
كيف تؤثر سياسة حظر التجول الحالية على عمل النساء في القطاع غير المنظم؟
“احنا في الاتحاد و جمعية دلو، زمان الناس ممشية حالها الحاجات ما كانت غالية، لكن الحاجات الحصلت أسي مؤخرا زي مرض بتاع كورونا حمانا الله و اياكم اثر تأثير كبير جدا، أول حاجة احنا عندنا ناس شغالين شاي و شغالين أكل، الناس ديل بيشتغلو للنوادي و لي المؤسسات قام تما ايقافهم من العمل، البلبلة الحاصلة اسي اليومين ديل انو الناس ديل اسي بعد وقفوها حتى الواحدة الشغالة رزق اليوم باليوم بتمشي الصباح تقول لي أولادها افطرو و اتغدو العشا بجيبو ليكم معاي اللبن، و بتمشي الشغل، النسوان ديل ما كل واحدة عندها مبلغ يكفيها اسبوع, الحاجة دي كلها بترجع للميزانية بتاعت الام لانو بتلقي الاب ما موجود، في نساء بتلقي الواحدة تقول انا ١٠ ولا ١٤ سنة اولادي ما بعرف اخليهم، واحدة مثلا تقول ليك انا اولادي ربيتهم أيتام، واحدة بتقول ليك انا اصلا ما عندي اولاد لكن ديل اولاد اختي ايتام انا برضو مربياهم، يعني بيختلفو في الحالة الاجتماعية بالتحديد، الناس ديل الواحدة لو قعدت يوم واحد بيأثر, لأنو هي الركيزة بتاعت البيت و هي المحرك الاساسي للاسرة فالحاجة دي صعبة جدا بالمناسبة، و بعد ده الناس بتحاول بتقول لو لقينا الجهة البتدعمنا اسي بنقيف، و اذا ما لقينا لي سلامة أولادنا برضو نحنا حنقيف، ده بالنسبة لل٣ اسابيع الجاية.
بالنسبة لحظر التجول السابق البينتهي الساعة ٦، اصلا احنا ناس الشاي و الأكل ديل بنشتغل دوامين، دوام صباح و دوام مسا، فالناس الأتأثرو اكتر ناس الفترة المسائية، لكن احنا عملنا صندوق الأمان ده، بتلقي الواحدة شغالة يومين بتديكي يوم واحد تشتغلي لانو بتلقي في نفس الصندوق شغالين نفرين في الجتة الواحدة عشان يشيلو بعض، يعني ما الواحدة كان عرفتا دي ما شغالة بتخليها لأ، بتشيل أختها لأنها عارفة هي برضو ظروفها شنو و وضعها.
ناس الصباح اسي برضو واجهتهم مشكلة الواحدة بتقول ليك الزباين الواحد بقى ما بيجي ياكل بيقول ليك الاختلاط مشكلة, حسي يعني هم زاتهم اتأثرو بالحاجة دي.
لمن اسي النسوان ديل وقفو، جانا خطاب من مجلس السيادة من عائشة موسى قالو لينا احصرو عدد بائعات الشاي ديل كم احنا حنديهم مواد تموينية و مبالغ مالية.”
اشرحي لنا ما إذا كنت تعتقدين أن بعض العاملات في القطاع غير المنظم يتأثرون بهذا الوضع أكثر من البعض الأخر، و لماذا؟
“احنا عندنا في القطاع في ناس شغلهم موسع زي ما قلتا ليك، تكون شغالة شغل الشاي و حاجة تانية، دي بتقدر تساعد روحها في الوضع الحالي، لكن الزولة الشغالة بس شاي و أكل الليلة اذا ما مشت بكرة أولادها ما بياكلو, فالشريحة دي بتضرر أكتر، لأنو انا ممكن اشتغل بس الليلة شاي القروش الجبتها دي بطلع منها موادي التموينية و أدي منها أولادي مصاريف، فالليلة كان شغلي وقف بكرة أولادي ما بيلقو وجبة، ناس شغل اليوم باليوم ديل هم الغالبية، يعني الناس العندهم شغل اضافي ثابت ما بيصلو الفين، لمن الغالبية الكم و ٤٠ الف ديل شغالين شاي و أكل، و ديل هم البيتضررو بطريقة ما عادية.”
كيف تعتقدين أن العاملات في القطاع غير المنظم تكيفن أو تأقلمن مع هذا الوضع؟
“اول حاجة احنا فاهمين حكاية انو المرض ده مرض خطير جدا، دي الحاجة الأولى الاحنا وقفنا فيها، حاولنا نقتنع انو فعلا في مرض والمرض ده فتاك يعني انا عشان احمي اسرتي افضل لي انو انا اقلل المخاطر و ما اطلع من البيت، و ما امرق عشان ما انقل العدوى لي زولي القاعد في البيت هنا.
اتنين, الحاجات يعني في جهات تانية اسي قبل كم يوم، الاتحاد طلعو مبلغ مالي لي الناس المرضانيين، عندك طفل مريض عندك زول مريض احنا بنكفلو و ندعمك بي مبلغ بسيط عشان تقدري توفري احتياجاتو المرضية زي الدربات و الأدوية.
الناس اسي بتفتش لي حلول و جهات توفر لينا الحاجات الأساسية بالذات في موضوع الصحة عشان نلقى ناس يقيفو لينا في موضوع الأدوية، و اسي مع ناس الرعاية الاجتماعية عندنا كان حصر أخر يوم للرعاية الاجتماعية، سلمتا كشوفات فيها الأرقام الوطنية، قالو لينا احنا في الايامات الجاية دي بنعالج ليكم مشكلة المواد التموينية، و برضو منتظرينهم.”
كيف الاتحاد التعاوني أو الجمعية التي انتي جزء منها تشارك في مساعدة العاملات في القطاع غير المنظم وسط هذا الوباء؟
“احنا اشتغلنا التوعية مع استاذة عوضية كوكو قبل شهر و ما خلينا حته في الخرطوم دي احنا ما وصلناها بي معقماتنا و الحاجة دي كان جابوها لينا ناس شركة حجار، بدينا نوعي و نحصر في عدد البائعات, جبنا قرابة ال١٠ ألف، ديل الناس الاحنا وصلناهم وصول مباشر ده غير الاصلا عندنا في الاتحاد، الناس دي وقفت من الشغل و حسبنا اسمائهم و اديناهم، و لحدي الان كل مرة بيقولو لينا في اليوميين الجايات ديل او احتمال الاسبوع الجاي ده احنا ان شاء الله نرسل للناس ديل حاجاتهم، الامور كلها جاهزة لكن حاجة ما وصلتهم، والله انا لو جيتي هنا بيتي من الصباح لحدي المسا ما بتصوري، بيجوني اكتر من ٥٠٠ بيقولو لي يا يسرية اها الناس ديل وقفو و وقفونا ناكل من وين، والله الواحدة لو شادة بليلة في البيت تدي اختها عشان تدي أولادها، يعني ما بتتصورو الوضع صعب لدرجة بعيدة جدا.
ياهو شغل التوعية و المعقمات و الكمامات بصفة عامة و في ناس جابو قروش بس ياها بسيطة جدا ما اكتر من ١٠٠ مليون، وياهو بندي الناس للعلاج الف جنيه الفين تلاتة، جزو صغير من الناس غطت شريحة بسيطة جدا.”
هل تعرفين أي جهات أو مؤسسات آخرى قدمت أي نوع من الدعم للعاملات في القطاع غير المنظم خلال هذا الوباء؟ إذا كانت الإجابة نعم ، فمن هم وكيف ساعدوهم؟
“مؤسسة قطر، و خالتي عوضية طبعا لمن يكون في حاجة بتبلغ طوالي، بلغت ناس المجلس السيادي و دخلت الناس ديل في الصورة، لانو كان في قروش طلعت و حاجات قالت نخت فوقها حاجات المجلس السيادي عشان تعمل تغطية أوسع. ناس حجار بداية الكورونا قالو لينا تعالو عندنا معقمات اشتغلو، يعني ده كان موضوع التوعية ده منظمات و جمعيات ما كان لسه الناس غندها خلفية كبيرة عنو، و ناس صابون تيتل كانو شغالين توعية و بيرسلو للناس صابون غسيل و صابون حمام.”
في الوقت الحالي ، كيف تعتقدين أن المجتمع المدني أو القطاع الخاص أو الحكومة يمكن أن يساعدوا في تخفيف الوضع بالنسبة للعاملات في القطاع غير المنظم في وسط الأحداث الجارية؟
“والله بس في حاجتين، انحنا قطاعنا ده يعتبر انو اكبر شريحة، الحكومة دي اذا بس وفرت المواد التموينية الاساسية للناس ديل بيمشو بيها حالهم، يعني اقلا حاجة الواحدة ممكن يومها تقضيهو، بس عايزين مواد تموينية.”
ما هي الرسالة التي تودين إرسالها إلى المجتمع ، وهل هناك أي شيء آخر تودين إضافته.
“انا برسل رسالة للمجتمع و بقول انو الحكومة وقت عرفت انو في جهات و بالمناسبة الاتحادات دي كلها اتلغت دي حاجة انا حا اقولها، خلو الاتحاد التعاوني النسوي ليه لانو لقوهو اكبر شريحة، كان الاتحاد حيتحلى لكن جا خطاب من مجلس الوزراء انو يستثنو الاتحاد التعاوني لانو لقو الناس ديل شغالين و اكبر شريحة في المجتمع. و كان حتتكون لجنة جديدة لكن رجعو أستاذة عوضية. لانو ما عندنا انتماء سياسي. سياسة الاتحاد انو يكون ما مسيس، الاعضاء في روحكم ممكن تتسيسو لكن ما ممكن تقولي انو الاتحاد كده، لانو الاتحاد حاجة عامة و حاجة انسانية بتخدم كل شرايح المجتمع ما بتفرق لا بالعرق لا بالدين.
بالنسبة لي مجتمعنا احنا ناس القطاع الغير منظم، انا بقول اي واحدة بائعة شاي أو أطعمة أو شغالية أي حاجة انتي البتصنعيها لمن يكون في خطر انتي راعي للخطر الجاي و راعي لي اسرتك الانتي بتعوليها و شوفي انتي لو طلعتي الشارع في الوقت الحالي في جائحة كورونا، شوفي انتي بتخسري كم وراك، انتي بتخسري نفسك، و بتخسري أولادك و بتخسري مجتمعك و حتى جيرانك، و الحته الانتي قاعدة فيها كلها ممكن تسببي ليها ضرر، انا بقول اي واحدة رب العالمين قادر على انو يعيشنا و قادر على انو يسهل لينا حياتنا، و ربنا بيقول شنو
“ما خلقت الانس و الجن الا ليعبدون”
اذا احنا قعدنا في بيوتنا و اتضرعنا لي الله سبحانه و تعالى رزقنا بيجينا، يعني احنا في المرض الواحد ما يطلع الشارع, يمشي يقيف في صف العيش يجيب معاهو بلاوي، التلاتة اسابيع ما كتيرة، صبرنا كتير انحنا ٣٠ سنة صابرين، و الوقت الفي القيادة كنا صابرين و شغالين، اسي احنا ال٣ اسابيع دي احتمال جاتنا راحة، يكون ده امتحان من الله سبحانه و تعالى، ما علينا احنا الا نصبر و نقعد.